رد: كيف ننصر رسول الإسلام بعد الفيلم المسيئ فى أمريكا ؟
كانت دعوة النبى بكل ما فيها من جلد وصبر ومعاناة من أجل أن تصل كلمة الله للناس,
يغرى بالمال والزعامة والسيادة ويعرضون عليه من النساء ما شاء, فيكون رده
(والله لو وضعتم الشمس فى يمينى, والقمر فى يسارى على أن اترك هذا الأمر -
حتى يظهره الله أو أهلك فيه - ما تركته), فهم كانوا يخافون منه وهو رجل واحد
لأنه يملك الحق الذى يصنع به أمة كاملة, ويعلمون أنهم على الباطل, فبالحق
وإرادة الله انتصرت دعوته, فكان من الممكن عندما يهان النبى أن يدعو عليهم ليموتوا جميعاً,
ولكن رأفة بهم كان يدعو لهم, ليدخل الإيمان قلوبهم ليموتوا على الإسلام, فهذه هى أخلاق نبينا,
إن الدين يحتاج إلى العقل والحكمة ليستوعب حماقة الضال ليرجعه من ضلاله, فليس بالمنع
أو بالقوة تحارب الأفكار, ولكن تحارب الأفكار بالأفكار, ويحارب الكذب بإظهار الحق,
وتحارب الإساءة للرسول بوصف حسن خلقه حيث كان سراجاً منيراً.
إن من صنع الفيلم المسيء للنبى صنع مثلماً صنع كفار قريش, يريد الإساءة للنبى فإذا بالناس
يهرولون له للسماع منه, فهل لو وجدوا النبى غير ما هو عليه, من سرعة الغضب وضيق الصدر
وعدم الحلم وضرب كل من عارضه, هل كانوا صدقوا دعوته إلى الله؟ بل كان سيدنا محمد يمتص غضبه –
من تكذيبه - ليكسب أرضاً جديدة ويقذف الباطل بالحق, إن الفيلم المسيء لم يسمع به أحد
حتى في بلاد من صنعوه, إلا عندما جعلنا له قيمة بثورتنا ضده, وسيبحث الناس عن هذا النبى
ليعرفوا عنه أكثر, فمهمتنا أن نبرز صفات النبى وأخلاقه كما يستحق منا بتوفير المعلومات
الصحيحة والرد على التساؤلات المشروعة, ولا نسيء له بسرعة الغضب أو عدم الحلم,
ونحارب الفكر بالفكر والكذب بالحقيقة, فالإيمان ينبع من المعرفة والتأمل, والكفر يصدر من قلة الفكر.
|